الصحابي شداد بن اوس واختياراته الفقهية

الملخص

إن الله سبحانه وتعالى أراد أن تكون هذه الشريعة خاتمة الشرائع وصفوتها، وقد اصطفى جل شأنه لتبليغ هذه الرسالة صفوته من خلقه محمدا(صلى الله عليه وسلم) فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده،

فأظهر الله دينه القويم على سائر الأديان، ومن تمام نعمة الله تعالى أن أختار لنبيه (صلى الله عليه وسلم) اصحاب مؤيدين له وناصرين، فاقتبسوا منه ما جاء من معاني هذا الدين فاضاءت قلوبهم من محبته فحملوا القرآن والسنة وما جاء من مقاصد فكانوا أوقد ذهنا وابعد نظرا، وأعمق لفهم نصوص الشريعة، مما لا يفهمه من جاء بعدهم، فكانوا هم حملة هذا الدين إلى من جاء بعدهم، فاهتدوا بهديهم واستناروا بنور علومهم.

ومن هؤلاء الصحابي الجليل شداد بن أوس الأنصاري(رضي الله عنه) والذي اردت في هذا البحث أن أجمع منشوراته وأراءه الفقهية التي يمر عليها الباحثون مر الكرام مع أنه تفرد بأكثر من مسألة وشارك غيره من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم في مسائل كان رايهم الراجح فيها.

فقد سلكت في كتابة هذا البحث المنهج الاستقرائي التحليلي فكان البحث فقهيا مقارنا مع الترجيح.

وقد اقتضت خطة البحث أن يقسم إلى مبحثين، ففي البحث الأول : حياة الصحابي أوس بن شداد ، وفي المبحث الثاني : المسائل الفقهية، ثم الخاتمة وكذلك وضعت قائمة بالمصادر والمراجع التي استعن بها في كتابة هذا البحث.