العلاقات العاطفية في الوسط الجامعي
(دراسة سوسيوانثروبولوجية)
الملخص
تعتبر العلاقات العاطفية من اكثر الظواهر انتشارًا في الوسط الاجتماعي عامةً والجامعي خاصةً ، تبدأ عادة من خلال الجماعة ثم تنتهي بشخصين من جنسين مختلفين التي تكون في البداية عفوية، ثم تبدأ بتدرج إلى ان تصبح علاقة وطيدة تحكمها التزامات كل طرف اتجاه الأخر، والعلاقات العاطفية تحدث بشكل تلقائي بين كل من الطرفين عن طريق الميل والتقارب ونمط التفكير بينهما، فالعاطفة بوصفها انفعالًا يتحرك لتكوين علاقة عاطفية والتي تغدو هذه العلاقة مشروعة عندما يكون اتجاهها محدد، ولكن في بعض الأحيان قد يكون بعض العلاقات لها اثار كبيرة على الطلبة وفي عدة جوانب منها الاجتماعية والنفسية والاسرية والدراسية، وخاصة هذه الأخيرة التي لها علاقة كبيرة وواضحة وتظهر جوانب هذه العلاقة على التحصيل الدراسي التي تساهم بشكل كبير في تحديد معالمه في الجامعة، اذ ان هذه الفترة مهمة لدى الشباب لتكوين شخصية متكاملة ومتزنة، لان هذا النوع من العلاقات يجعل من الطالب يشعر بنوع من الراحة والسعادة.
وقد أثارت العلاقات العاطفية في الوسط الجامعي جدالًا حادًا حول مدى خضوعها للضوابط التقليدية المتعلقة بالأسرة والدين والمجتمع التي تحدد معايير وقيم تضبط وترسم الخطوط التي تتشكل وفقها العلاقات بين الجنسين قبل الزواج ،هذا من جهة، وبين املاءات قيم الحداثة والتحرر التي أنتجت قيم ومعايير تتناقض وتتباين أحيانا مع الضوابط التقليدية من جهة أخرى.
وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها:
1-كشفت لنا الدراسة الميدانية ان نسبة علاقات الحب العاطفية في الوسط الجامعي التي تنتهي بالزواج هي نسبة قليلة جداً، وهذا يدل على ان العلاقات في الوسط الجامعي هي علاقات غير ناجحة وغير مثمرة وهذا يعود إلى عدم الصدق والجدية لكلا الطرفين.
2-تبين من العمل الميداني إن أغلب العلاقات العاطفية الموجودة اليوم في الوسط الجامعي بين الجنسين هي علاقات غير جدية وغير ناضجة، واعتمدت على التسلية وقضاء وقت الفراغ لكلا الطرفين.
3-تبين من العمل الميداني ان العلاقات العاطفية في الوسط الجامعي بين الجنسين أصبحت أكثر تحررًا وتمردًا على المنظومة القيمية في المرحلة الحالية ، ويعود ذلك إلى انفتاح الشباب العراقي على المجتمعات الغربية من جهة ،وتأثير وسائل الأعلام والانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي من جهة اخرى.المراجع
2. سراج الدين، إسماعيل. (2006). إصلاح التعليم في مصر (تقديم: حامد عمار، إعداد وتحرير: محسن يوسف). الإسكندرية: مكتبة الإسكندرية.
3. غرابية، فوزي، ومجموعة من الأساتذة. (بدون سنة). أساليب البحث العلمي في العلوم الإنسانية والاجتماعية.
4. علي، محمد. (1981). علم الاجتماع والمنهج العلمي (الطبعة الثانية). مصر: دار المعرفة الجامعية.
5. منسول، رباب. (2015). العلاقات العاطفية وعلاقتها بالتحصيل الدراسي لدى طلبة الجامعة (رسالة ماجستير منشورة). جامعة محمد خضير بسكرة، الجزائر.
6. زموري، زينب. (2010). العلاقة العاطفية بين الجنسين باستخدام الوسائل الإلكترونية بين المجتمع الحقيقي والمجتمع الافتراضي (رسالة ماجستير). جامعة قاصدي مرباح، ورقلة، الجزائر.
7. القشيري، عبد الكريم. (بدون سنة). الرسالة القشيرية في علم التصوف. القاهرة: مطبعة التقدم.
8. عرعار، وفاء. (2011). العلاقة العاطفية بين الجنسين عن طريق الإنترنت من وجهة نظر الطلبة الجامعيين (رسالة ماجستير منشورة). جامعة قاصدي مرباح، ورقلة، الجزائر.
9. كفاني، علاء الدين. (2006). الارتقاء النفسي للمراهق (الطبعة الأولى). القاهرة: دار الثقافة للنشر والتوزيع.
10. الغامري، محمد حسن. (1982). المناهج الأنثروبولوجية. الإسكندرية: المركز العربي للنشر والتوزيع.
11. النوره جي، أحمد خورشيد. (1990). مفاهيم في الفلسفة والاجتماع. بغداد: دار الشؤون الثقافية العامة.
12. سليم، شاكر مصطفى. (1981). قاموس الأنثروبولوجيا (الطبعة الأولى). الكويت: جامعة الكويت.
13. خمار، عبد الله. (2005). كتاب العلاقات الإنسانية (الطبعة الأولى). الجزائر: دار الكتاب العربي.
14. أرسطو طاليس. (بدون سنة). علم الأخلاق إلى نيقوماخوس (ترجمة: السيد أحمد لطفي السيد). القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب.
15. إبراهيم، زكريا. (1984). مشكلة الحب. مصر: دار مصر للطباعة.
16. نظمي، فارس كمال. (2007). الحب الرومانسي بين الفلسفة وعلم النفس. أربيل: دار أراس للطباعة والنشر.
17. سعد، جلال. (بدون سنة). في الصحة النفسية (الطبعة الثانية). مصر: دار الفكر العربي.
18. بالبي، جون. (بدون سنة). رعاية الطفل وتطور الحب (ترجمة: خيري محمد السيد). القاهرة: دار المعارف للنشر والتوزيع.
19. Abraca, Brancok. (1986). Psychopédagogie et dynamique de l’orientation de groupe. alger.
20. Nedonolle. (1975). Vers une philosophie de l’amour.
الحقوق الفكرية (c) 2025 م. حسين خليل إبراهيم

هذا العمل مرخص حسب الرخصة Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.
